ما بعد المباراة | جرأة نوريتش..وتكشيرة فيرجسون !

واصل مانشستر يونايتد تراجعه الملحوظ أمام أنصاره بملعب أولد ترافورد، فبعد أن بدأ الفريق بقوة وسرعة قياسية نحو الاحتفاظ بصدارة جدول الترتيب العام، يبدو وكأن معدله التنازلي قد بدأ هذه الأيام وبالتحديد منذ تعادله أمام ستوك سيتي بدون أهداف الجولة الماضية وصولاً بتعادله المخز مع بازِل السويسري في الجولة الثانية من دور مجموعات أبطال أوروبا.




الشياطين الحمر قدموا اليوم أداءاً باهتاً أمام ضيفهم المجتهد "نوريتش سيتي" الذي لو حالفه التوفيق ربما لسجل أكثر من هدف في شباك الحارس الدنماركي "أندريس لينديجارد" الذي حل محل الإسباني "دي خيا" في مفاجأة كبيرة رغم تألق الأخير أمام ستوك وإنقاذه للفريق من خسارة فادحة على ملعب بريتانيا.


القدرات الهجومية الفائقة لواين روني وداني ويلباك هي الشيء الوحيد الإيجابي لمانشستر يونايتد في هذه المباراة، وعشاق الفريق عليهم أن يشكروا القدر الذي منحهم ثنائي بهذه الفاعلية، فقد تمكن الفريق بفضل هذه النجاعة مع الخبرة الكبيرة لريان جيجز وتألق أندرسون في تسجيل هدفين انقذا النادي من ورطة كبيرة كاد يدخلها، وسنوضح تفاصيل كلمة "الورطة الكبيرة" في سياق هذا التحليل المبسط عن اللقاء.



إيجابيات |


نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
أولاً: أهم إيجابية في المباراة كانت الجرأة التي أدى بها لاعبو نوريتش سيتي، وهو نفس الأمر الذي سبق وفعلوه أمام تشيلسي على ملعب ستامفورد بريدج لكن الهدف المُبكر الذي سجله البلوز قتل طموحاتهم، نوريتش لم يهب عظمة ملعب أولد ترافورد والضغط الجماهير من الـ73 ألف متفرج الذين حضروا اللقاء، ولعبوا بنفس القوة التي لعب بها بازِل السويسري الأسبوع الماضي ضد اليونايتد بل ربما أفضل بهجمات أسرع وأكثر خطورة، وهذا أمر يُحسب لنوريتش ويوضح أحقية الفريق في الترشح للدوري الممتاز، ويساعدهم نفسياً على تقديم المزيد في قادم المواعيد من أجل البقاء ضمن العمالقة.، وعلى مدربه لامبرت أن يكون سعيداً بأداء لاعبيه طيلة الـ90 دقيقة وألا يحزن لأنه خسر النقاط الكاملة فقد فعل كل شيء ممكن للتسجيل وأحرج عن جدارة بطل المسابقة.



ثانياً: المساندة الهجومية العاقلة من المدافع الإنجليزي الشاب "فيل جونز"، ففي الوقت الذي كان ينكمش فيه نوريتش سيتي يظهر فيل جونز في الخطوط الأمامية محاولاً مساعدة زملائه على تسجيل الأهداف، ولتكثيف الضغط على الدفاع الأصفر والأخضر، وفي الوقت الذي يفقد فيها اليونايتد الكرة كان يعود للخلف ويغطي الهفوات القاتلة لزميله لويس أنطونيو فالنسيا غير القادر على ملأ فراغ كريس سمولينج أو الشاب ضعيف الخبرة "رافائيل دا سيلفا".، وبالاضافة للدور التكتيكي للاعب بلاكبيرن السابق فلا يجب غض النظر عن مساهمته في صناعة الهدف الأول لأندرسون بإحياء عرضية جيجز المرتفعة جداً بتمريرها لروني الذي مررها بدوره لأندرسون ليضعها الأخير في الشباك صعبة على الحارس رودي.



ثالثاً: أندرسون يؤكد مرة أخرى أنه لاعب صاحب شخصية في منطقة الوسط قادر على تأدية عديد الأدوار، كلاعب وسط دفاعي أو لاعب إرتكاز أو حتى صانع ألعاب بتمريراته السريعة والمتقنة لزملائه.


وجود البرازيلي في كاملة لياقته وتركيزه انقذ اليونايتد من مهازل كثيرة كاد يتعرض لها بسبب تدني مستوى الكوري الجنوبي بارك جي سونج وغياب مايكل كاريك وكليفيرلي.



رابعاً: الحارس الدنماركي "لينديجارد" استغل الفرصة التي أُتيحت له اليوم رغم أنها جاءت مفاجئة بعض الشيء لأنصار اليونايتد بعد انسجام دي خيا بنسبة 100% مع بقية زملائه في الدفاع.


لكن لينديجارد أنقذ اليونايتد من أكثر من هدف، وأبرز لقطتان يمكنني تذكرهما معكم في هذا اللقاء، عندما أغلق زاوية التسديد على المنفرد "بيلكنتون" والذي قص الكرة من لويس أنطونيو فالنسيا لكنه وجد لينديجارد فجأة أغلق عليه كل شيء ليضطر لوضعها في أبعد زاوية ممكنة وهو ما أدى لضياع الفرصة برمتها.


وجاءت اللقطة الثانية بعدما وقف لينديجارد ثابتاً على قدميه دون الارتماء على الكرة التي صوبت على مرماه وغيرت اتجاهها في جسد أندرسون لتذهب في العارضة، فإذا كان لينديجارد أرتمى فور تسديد الكرة لسقط أرضاً ما كان سيمنح مهاجم نوريتش سيتي الفرصة لمتابعة الكرة داخل المرمى، لكن عدم تسرعه في الإرتماء على الكرة جعله يتدارك الأمور ويلتقط الكرة فور ارتدادها من العارضة.



خامساً: فوز مانشستر يونايتد في هذا الوقت بالذات بعد أسبوع مليء بالتعادلات في الدوري ودوري الأبطال سيعيد للفريق حضوره النفسي على أقل تقدير، فأي نتيجة غير الفوز اليوم كانت لتؤثر تأثيراً سلبياً للغاية على الفريق خاصةً وأنه ذاهب لمقابلة ليفربول على ملعب أنفيلد روود الجولة القادمة يوم 15 أكتوبر.



سلبيات |


أولاً: تخلص مانشستر يونايتد من الثنائي "ويس براون وجون آوشيه" الصيف الماضي ببيعهما لسندرلاند، ويجب عليه التفكير في طريقة ما للتخلص من جوني إيفانز الذي كان ثغرة واضحة في خط دفاع الفريق أمام هجمات نوريتش واختراقات لاعبيه مع لويس أنطونيو فالنسيا الذي لا يجب أن يلعب مرة أخرى في مركز الظهير الأيمن والبحث عن ظهير أيمن صريح قادر على تأدية هذا الدور بكفاءة فحلول الوسط لا تسمن ولا تغني من جوع فريق بحجم مانشستر يونايتد.



ثانياً: ضعف اللمسة الأخيرة للاعبي نوريتش سيتي أمام المرمى، فكان بالإمكان أكثر مما كان بكثير، فرص ذهبية أهدرت بغرابة بسبب ضعف القدرات الهجومية للفريق، في المقابل انهى مان يونايتد اللقاء لصالحه بفضل واين روني وداني ويلباك اللذين لم تتح لهما هذه الكمية الكبيرة من الفرص التي لاحت لهجوم نوريتش!.



ثالثاً: مبالغة ناني في الاحتفاظ بالكرة، وكأنه عاد مرة أخرى لذاك اللاعب المستجد على الدوري الإنجليزي، ما ترتب على غيابه بالأداء ووجوده بالاسم والجسد فقط داخل أرض الملعب.



رابعاً: إصرار فيرجسون على بارك جي سونج رغم وجود مايكل كاريك على دكة البدلاء، فقد كان الكوري أبرز سلبية على منطقة الوسط رغم أنه صنع الهدف الثاني لكن هذا لا يشفع له، وممكن أن ننظر لردة فعل فيرجسون بعد هدف ويلباك، فلم ينتفض كعادته من كرسيه ليحتفل بالهدف وظل صامتاً وارتسمت على وجهه علامات الغضب!.