السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اتمنى يعجبكم موضوعي لهذا اليوم , سبحان الله الجسد والروح يتخاصمان , (اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا , واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير , واجعل الموت راحة لنا من كل شر ) .
الروح والجسد يتخاصمان يوم القيامة :
قال الله تعالى : (( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها , وتوفى كل نفس ما عملت , وهم لا يظلمون )) سورة النحل : آية (111) .
قال ابن عباس في هذه الآية : ( ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد , فتقول الروح : رب , الروح منك , أنت خلقته , لم تكن لي يد أبطش بها ولا رجل أمشي بها , ولا عين أبصر بها , ولا أذن أسمع بها , ولا عقل أعقل به , حتى جئت فدخلت هذا الجسد , فضعّف عليه أنواع العذاب , ونجني .
فيقول الجسد : يا رب , أنت خلقتني بيدك , فكنت كالخشبة , ليس لي يد أبطش بها , ولا قدم أسعى بها , ولا بصر أبصر به , ولا سمع أسمع به فجاء هذا كشعاع النور , فبه نطق لساني , وبه أبصرت عيني , وبه مشت رجلي , وبه سمعت أذني , فضعّف عليه أنواع العذاب , ونجني منه , قال : فيضرب لهما مثلاً : أعمى ومقعداً دخلا بستاناً فيه ثمار , فالأعمى لا يبصر الثمرة , والمقعد لا ينالها , فنادى المقعد الأعمى وقال له :
هيا احملني على كتفيك أتناول الثمر لي ولك , فآكل وأطعمك , فدنا منه وحمله , فأصابوا من الثمر , فعلى من يكون العقاب ؟ قالا عليهما , قال : عليكما جميعاً العذاب).
رواة القرطبي .