ليبييواجه منتخب مصر منافسا يختلف في أفكاره عن البرازيل التي تفوق الفراعنة على سحرتها في فنيات كرة القدم رغم الخسارة بنتيجة 4-3.. فلإيطاليا حسابات أخرى.
فبينما تركت البرازيل مساحات أمام مصر سمحت للفراعنة باستعراض موهبتهم، تقتل إيطاليا ميزة المهارات العالية بدفاع منظم يحميه خط وسط يجبر الخصم على اللعب للخلف.
فالفارق بين أسلوب منتخب البرازيل وأبطال العالم أن راقصي السامبا يدافعون بكثافة عددية وبضغط ارتكاز دفاعي واحد، بينما يعتمد الفريق الإيطالي على ثلاثي وسط ذو نزعة دفاعية.
فيستخدم مارتشيللو ليبي المدير الفني لإيطاليا مزيجا من القوة البدنية ممثلة في جينارو جاتوزو مع بينيات قاتلة من الساحر أندريا بيرلو برفقة ذكاء خططي غير عادي من دانيلي دي روسي.
وجاءت استعانة ليبي بثلاثي ارتكاز على خلاف كأس العالم 2006 لعاملين، أحدهما خططي والثاني كحل عملي لمشكلة عانى منها الأتزوري أمام أمريكا، وعلى الفراعنة استغلالها.
4-4-2يسعى ليبي منذ عودته إلى مقعد المدير الفني لمنتخب إيطاليا إلى اكتشاف وجه جديد في أبطال العالم يقدم كرة هجومية تختلف عما اعتاد الجمهور على مشاهدته في مباريات الأتزوري.
ويطبق ليبي حاليا طريقة لعب 4-3-3 في منتخب إيطاليا بوضع ألبرتو جيلاردينو كمهاجم يتحرك على يمينه ماورو كامورانيزي وعلى يساره فيتشنزو ياكوينتا.
فكرة ليبي هي إجبار المنافس على التراجع أمام إيطاليا، وذلك لأن ثبات ياكوينتا وكامورانيزي بجانب جيلاردينو في الهجوم وعدم عودتهم للدفاع يمنع تقدم ظهيري الجنب في دفاع الخصم.
ويحاول مدرب يوفنتوس السابق من خلال كأس القارات تحفيظ لاعبيه أسلوب تحرك هجومي يناسب تلك الطريقة، حتى تظهر في أفضل حالاتها خلال مونديال 2010.
فما يسعى له ليبي، أن يعود الجناح الأيمن كامورانيزي للوراء حتى يستلم الكرة في نفس اللحظة التي يتجه فيها "جيلا" للتمركز بين ظهير المنافس الأيسر وقلب الدفاع.
ومع هذين التحركين، يأتي دور ياكوينتا بالتوجه لمنطقة الجزاء بسرعته من اليسار طمعا في إرباك الرقابة الفردية التي يستخدمه دفاع الخصم، في مشهد يشابه ما يبدع فيه نجوم برشلونة.
لكن هذا الاسلوب الهجومي يحتاج من إيطاليا لدعم كبير من ظهيري الجنب فابيو جروسو وجانيالوكا زامبروتا وهو ما يأخذنا لعيب الأتزوري الأساسي في كأس القارات 2009.
ثغرة أسياد الدفاعفي السابق كان منتخب إيطاليا يفضل اللعب بعمق دفاعي يؤمن عيوبه، وبفضل هذا الأسلوب لم تحرم أخطاء بعض الأسماء متوسطة الكفاءة مثل ماركو ماتيراتزي الأتزوري من الألقاب.
لكن مع وجود ثلاثي هجوم لا يترك منقطة جزاء الخصم، يحتاج كل لاعب في وسط إيطاليا لأكثر من رئتين حتى يستطيع تغطية المساحة الشاسعة بين الدفاع المتأخر والهجوم المتقدم.
ولذا، طلب ليبي من دفاعه في كأس القارات اللعب على خط متقدم، وهو ما سبب مشاكل للأتزوري أمام الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع ارتفاع معدل أعمار دفاع الأتزوري.
فقد استغل منتخب أمريكا المساحات المتخلفة عن تقدم جروسو وزامبروتا كون غطاء نيـكولا ليوجراتالي وجورجيو كيلليني لم يكن جيدا أو سريعا بما يكفي.
فدفاع الأتزوري المتقدم تسبب في انفرادات، والمتأخر جعل وسط الملعب عاجزا عن إمداد الهجوم بالفرص، وهنا تدخل ليبي بحل جديد طور أداء إيطاليا خلال الشوط الثاني.
أتزوري جديدلم يحل ليبي مشكلة إيطاليا بتعديلات خططية، بل فقط أضفى لمسة شباب إلى تشكيلة الأتزوري، ما أعاد عنصر السرعة الذي كان مفقودا في الفريق العجوز.
تفوق منتخب إيطاليا على أمريكا بعد لحظات من مشاركة جيوسيبي روسي في الجناح الأيمن على حساب كامورانيزي، ومع نزول ريكاردو مونتليفو على حساب جاتوزو.
روسي أضاف حركة سريعة غطت المساحة الكبيرة بين وسط إيطاليا وثلاثي الهجوم، وهو ما فٌعل طريقة ليبي، إذ نجح الأتزوري في دفع أمريكا للوراء فاستراح خط أبطال العالم الخلفي.
وقد يجبر الفارق بين مستوى روسي وكامورانيزي أمام أمريكا ليبي على إجراء تعديلات في تشكيلته والبدأ أمام مصر بعدد أكبر من الشباب.
ويعد نجم فياريال الإسباني ولاعب وسط فيورنتينا مونتليفو واكتشاف إنتر ميلان الواعد ديفيد سانتون الذي يجيد المشاركة كظهير أيمن أو أيسر أهم الأسماء المرشحة لمواجهة الفراعنة.
ويأمل ليبي بأن تشهد جنوب إفريقيا في 2009 ميلاد عناصر دولية جديدة قادرة على تحمل قميص إيطاليا ذو النجوم الأربعة.