رابطة الأخلاق الحميدة لتربية جوزية

قامت الثورة المصرية، وأنهت عقوداً طويلة من القمع ووأد الحريات العامة وحرية الرأى بصفة خاصة، وكنا نأمل ان تتقدم هذه الحرية قائمة الأولويات، من خلال سعى الجميع لاستنهاض وتعزيز مكانة القيم الاخلاقية والإنسانية التى دهستها سيارات الشرطة المدرعة ضمن كل ثمين وغال جنبا الى جنب مع الارواح الطاهرة للرافضين للفساد.

إلا ان قطار التطهير الذى يتحرك بسرعة السلحفاة مازال يشيح بوجهة عن الاعلام الرياضى حتى الآن، ذلك النوع من الاعلام الذى ارتضى القائمين عليه لأنفسهم ان يكونوا أهم ادوات اشغال عقول واهتمامات ابناء الشعب عما ينتشر من فساد والتغطية عليه وعلى القائمين عليه، والأخطر هو المشاركة او المبادرة بـ "لي" الحقيقة وترسيخ الباطل والرضى بأن يكون الاعلام الرياضى بكل عناصره والقائمين عليه الجسر الذى تمر منه وعليه كل خطوات وإجراءات التمهيد للتوريث، حتى اصبح الاعلام الرياضى احيانا فى سطوته على المشهد الرياضى، اقوى من السلطة ذاتها، مما كان يدفعنا نقف متسائلين : من من المسئولين يمكن ان يعيد للحق بريقه ومكانته فى ظل كل هذا الفساد ؟ من الذى يمكنه ايقاف كل هذه الفوضى؟.

ويبدو ان خطر فيروس تقديس الباطل وتقديمه على الحق لم يعد محصورا أو قاصرا على حدود العقل فقط بل انتشر ليصيب اخطر ما تمتلك الأمم، وهى نفوس وضمائر ابنائها، خاصة عندما يسعى أولى الأمر فى البلاد لتمكين اصحاب سوء الخلق والنفوس المريضة من احتلال الصفوف الأولى من المقاعد الاعلامية.

والثورة لا تربى او تعلم الادب والحدود أو تزرع القيم الاخلاقية فى نفوس ابناء الشعب، فإذا لم تكن هذه القيم عى الأرضية التى قامت عليها الثورة، فمن اين يستقى الثوار القيم ؟ من الخارج ؟ فكيف نتهم الثورة بأنها السبب فى استمرار وجود ما قامت فى الاساس من اجل تغييره!!.

وهكذا فإن الثورة ترفع التراب من فوق الألماس والمعادن الثمينة لنراها ونضعها أو نعيد وضعها فى المكانة التى تستحقها ا، كما تذكر الثورة الأمة بما يمتلك اهلها من قيم، ولكنها لا تربى ولا تعلم الأدب، فالأدب نتعلمه جميعا من الأهل بصفة خاصة ثم يأتى دور البيئة والمجتمع بمؤسساته بما فيها الاعلام، ولكن ما لم تقم به الأسرة (الأب وإلام) لا يستطيع احد غيرها القيام به، ولذا فمن تراه "قليل الأدب" فاعلم ان الاسرة لم تبين له من الصغر ماهية سوء الأدب، فيكبر على عيبه، وليس صحيحا ان الادب او قلة الادب يتعلمه الانسان على الكبر، او من خلال عمله مثلا.

وعلى ذكر حادث او زلزال او تسونامى "جوزية" الاخير – فلقد سبق له وضع قدمه فى وجه الصحافة، كما خلع الجاكت الاندر وير، والإشارة المعيبة للحكم فى احد المباريات -، فكما يبدو جوزية – او كما يحاول البعض ايهامنا – انه قدم من عشوائيات البرتغال، ليحط رحالة فى المدينة الفاضلة، التى يتمتع اهلها بالأدب والخلق الرفيع، ولذلك فلقد رفض الطاهر المهذب صاحب الاخلاق الملائكية السيد ايمن ابو عايد اعتذار جوزية عن سوء الفهم المتعمد من الصحفيين المحترمين لتصريحاته الخارجة عن الملة والدين، وما ظهر من سبوك القائمين على الحملة الفضائية والصحفية على جوزيه، انهم يرون فى الفاظ الصحفى الذى تلفظ بألفاظ قليلة الادب كأقل ما يمكن وصفها، انها الفاظ جائزة، بينما اللفظ الوحيد لجوزيه، هو اتهام لهم بالكفر يستوجب حد الحرابة، او على الاقل اعادة تربية جوزيه على يد المهذبين معروف وصبرى وعايد، خريجى مدرسة الأدب العليا!!.

وعلى ذكر رابطة ابو عايد، فلقد فشلت فى القيام بمهامها التى قامت من اجلها حتى الآن، ومجرد نماذج كأمثلة وليس للحصر، لنرى ما واجهته الرابطة، وما تحركت من اجله، وحجم الانجاز الذى حققته:

1- اقام السيد ابو عايد الدنيا ولم يقعدها باعتباره سبارتاكوس المدافع عن حقوق الصحفيين - لاحظ الصحفيين وليس روابط اخرى - لان احد "المصورين" حاول التقاط صور لعماد متعب وهو يجلس مع زوجته فى الاستاد فرفض عماد ان يلتقط له الصور ولما تمادى المصور سبه عماد او حتى ضربه بال .....، وتبنى السيد ابو عايد القضية الاخلاقية اللااخلاقية، ونظرا لان الحادث كان فى عهد مبارك حيث الباطل حق والحق باطل، فلقد كانت حرية عماد متعب الشخصية من وجهة نظر ابو عايد مستباحة بينما دفاع متعب عن هذه الحرية امر يستلزم العقاب فى ترسيخ لمبدأ "الديوثية" الذى سعى اليه أبو عايد الخلوق، وبالرغم من المناخ المعكوس بالبلاد فلقد رأت الشئون القانونية لاتحاد الكرة هزلية شكوى رابطة ابو عايد فى متعب وان من حقه رفض التصوير، وربما اسأل ابو عايد صاحب هذا المبدأ، ماذا لو كنت نجلس مع زوجنك على كورنيش النيل، واصر احد المصورين ان يلتقط لك صورة لينشرها فيما بعد فى اى ركن او زاوية، هل ستقبل ؟ انا واثق ان كل من سيقرأ هذا المقال يعرف الإجابة.

2- لم يمض كثيرا على حادثة متعب، إلا ونفاجئ بإبراهيم حسن يسب بألفاظ يحاسب عليها القانون احد الصحفيين الضيوف فى برنامج على قناة مودرن بصحبة مدحت شلبى، واهانة اهانات غير مقبولة، فماذا فعلت رابطة ابو عايد؟، عملت ودن من طين وودن من عجين!!، لماذا؟، لان ابراهيم حسن مدير الكرة فى النادى الذى يمثله ابو عايد فى كل حرف يكتبه، ولان الصحفى محسوب انتماؤه على النادى المنافس لأبو عايد!!، هكذا كان الحق والباطل لدى الخلوق، سبارتاكوس الصحفيين، والذى يعانى من تجاوز جوزية فى حق احد الصحفيين المشهور بلسانه العف!!.

3- فى آخر مباراة للزمالك ضد المصرى فى بورسعيد تحت ولاية وإدارة التوأم، تعدى حسام حسن باليد واللسان على احد مصورى التليفزيون للقناة الرابعة، وأصابه اصابات تم عمل تقرير طبى بها ومحضر بالحادث، الا ان هذا المصور خرج من رحمة ابو عايد وحمايته، حتى ان قلمه الذى يتسم بالأخلاق والعدالة لم يذكر حرف عن الحادث من قريب او من بعيد، وبالطبع فهذا المصور كان ضحية وليس معتديا كالمصور الاول، والاثنان يتبعان روابط اخرى، ولكنهم ليسو كرئيس تحرير القسم الرياضى بالمصرى اليوم الذى تمت اهانته على العام وليس فى السر!!.

لاشك ان ابو عايد والرابطة الملاكى، تتحرك عندما تصطدم بمصالحه سواء الشخصية او ما يخص انتماؤه، وتصم آذانها وعيونها عن الاحداث التى عندما تتعارض مع هذه المصالح، الا انها حتى الآن لم تحقق الهدف الذى يحاول ابو عايد استغلالها فيه، اى تأييد ودهم ناديه، او على الاقل الهجوم على المنافس، وكأيام زمان، فإنه يرى فى الاجنبى الموجود فى الأهلى عورة أو نقطة ضعف، وبالتالى فإنه الوحيد – جوزية – الذى يمكن التفتيش فيه وفى تصريحاته ليوفر فرص الهجوم على الاهلى، ولو يملك السيد ابو عايد ذرة عدل – والذرة ليست بالقليلة اذا عرفنا ما يمكن ان تفعله – ربما كان قد لفت نظره سب الصحفيين بنفس الالفاظ الذى وجهه كريستال المدير الفنى السابق للزمالك اثناء مهمته بالنادى، خاصة عندما قال : انه لا يحترم معظم الصحفيين المصريين لأنهم دون المستوى ... و...، وألفاظاً اخرى، إلا ان ابو عايد: ودن من طين وودن من عجين، فمن المؤكد ان السيد ابو عايد قد رأى فى كلام كريستال انه مدح، فحبيبك يقرقش لك الزلط!!.

تبرز هنا اهمية احد أهم القيم الاخلاقية، وهى الأمانة، وبالتحديد أمانة المسئولية، سواء مسئولية رئاسة الرابطة، او رئاسة القسم الرياضى لأكبر جريدة مصرية، او أمانة السن والخبرة، بالنسبة لكل قرائه ومحبيه ومتابعيه حتى من ناديه وقبل كل هؤلاء ابنائه، فى تعلم الموضوعية والعدل فى التعامل مع الاحداث، وعلى وجه الخصوص هؤلاء الذين يتعلمون على يديه الكتابة والإدارة، فهو ببساطة يربى جيلا من الشباب او من كافة الاعمار تقوم على ما يقوم به الآن من لى الحقيقة واستبدالها بالباطل، فهنيئا له حصاده ولكى يا مصر الله!!.

ترى هل يستمر الحال كما كان قبل الثورة ؟ هل تستمر حالة الفوضى والتجاوز وغياب الحدود لأى عمل اعلامى رياضى واى تجاوز؟، ألا يوجد مسئول رشيد بأى مؤسسة صحفية أو اعلامية يتذكر ان الضغوط الضالة قد ولت وزالت ولم يعد مضطرا لأى عمل يخالف الأخلاق والقيم وعليه الآن ان يشارك فى اصلاح الرياضة بإصلاح آلته الاعلامية ورعيته من خلال تقويمهم؟.

ويبرز هنا الدور الشعبى طالما غابت المحاسبة وطالما كان الصوت العالى يخفى الحقائق والعدل، فيجب ألا يغر الجمهور كثرة الهالكين صحفياً فى توجهاتهم وصراخهم فهم على الباطل ما لا شك فى ذلك، ولا يحزن الجماهير قلة المدافعين عن الحق، فالدور الشعبي هو تعزيز وتقوية العدل والحق والقائمين عليه ولو قلوا، وبالتأكيد سيكون لعقوباتهم الشعبية ضد المارقين والراغبين فى قلب الحقائق لها دور هام فى ضبط ميزان العدل من خلال مقاطعتهم، خصوصا مع الوقت ومع زيادة قوة الثورة وبداية ظهور نتائج التطهير الذى تسعى اليه الثورة وكل الشرفاء، ولتتأكد الجماهير بكافة انتماءاتها، ان هذا الوقت قادم، وان عمر الباطل ساعة، اما الحق فسيظل إلى قيام الساعة.

وفى النهاية على السيد ابو عايد ان يرفع لافتة الرابطة الحالية من مكانها وليضع لافتة تعبر عن المهمة الوحيدة التى وجدت الرابطة من اجلها، وعليه ان يسلم راية الرابطة الجديدة – رابطة الاخلاق الحميدة – الى مرشدهم وهاديهم السيد المعروف صاحب اللسان النقى الذى لا يتميز كثيرا عن لسان ابو عايد الطاهر، وصاحب مدرسة الألفاظ المبتكرة مثل المدرب المخنث، و ... و.. فى الحقيقة اخشى ان يحاسبنى الله على تكرار الفاظه التي تخصه هو ورابطته، لتكون اسم الرابطة على مسمى : رابطة الأخلاق الحميدة لتربية جوزيه.