انطلاق الدوري الأسترالي بحلة جديدة

تنطلق النسخة السادسة من دوري الدرجة الأولى الأسترالي يوم الخميس المقبل مع تطلع النوادي وعشّاق كرة القدم إلى الاستمرار في المسيرة الحافلة للدوري الذي انطلق بقواعد راسخة عام 2005. وقد استقطب نادي ملبورن هارت، هذا الوافد الجديد إلى الدوري، الكثير من الاهتمام في العاصمة الرياضية للبلاد. ونتيجة قدوم كوكبة من اللاعبين الأجانب وعودة أسماء أسترالية كبيرة، فإن قوائم النوادي شهدت تغييرات هامة ستنعكس على أداء الفرق على امتداد الموسم الكروي المقبل. يقودكم يللا فوتبول في جولة حول شؤون وشجون الدوري الأهم في القارة الأوقيانوسية.

الأبطال
رغم تغير بعض الأسماء في صفوف لاعبي سيدني إف سي، يستهل الفريق الذي فاز باللقب مرتين من قبل مشواره هذا الموسم بخطى ثابتة، وهو أمرٌ لا يشتهر به هذا النادي. ويعتبر التشيكي المحنّك فيتيسلاف لافيتشا أول مدرب للنادي يحافظ على منصبه عند انطلاق موسمين متتاليين مع زيادة الثقة التي يتمتع بها عناصره بعد موسم مظفّر العام الماضي أظهروا فيه أداءً متماسكاً ومتناغماً يجعلهم يمنّون النفس بتكرار السيناريو واقتناص الذهب مجدداً. ورغم خسارة خدمات مجموعة من اللاعبين الموهوبين وذوي الخبرة، إلا أن النادي عزز صفوفه بضم نجم الدفاع الصاعد سكوت جاميسون والحارس ليام ريدي وصانع الألعاب المخضرم *** كارل. يُذكر أن كارل فاز سابقاً بجائزة أفضل لاعب في العام في منافسات دوري الدرجة الأولى الأسترالي، وكاد أن يتم اختياره لتمثيل بلاده في كأس العالم FIFA 2010، ويعود اليوم إلى بلاده بعد مشوار احتراف لعدة مواسم كروية في الخارج قاده إلى إنجلترا حيث لعب في الفترة الأخيرة مع نادي كريستال بالاس.

المنافسون
لن ينسى ملبورن فيكتوري، وهو النادي الأكبر والأكثر نجاحاً في التاريخ القصير للدوري الأسترالي، مرارة الهزيمة على يد سيدني بنتيجة ركلات الترجيح في المباراة الأخيرة من الموسم الماضي. ولن يطول انتظار فيكتوري كثيراً لكي يردّ الصاع إلى خصمه اللدود، حيث سيخوض مباراته الافتتاحية أمام سيدني إف سي يوم السبت. ولطالما ساندت جماهير غفيرة نادي فيكتوري في مبارياته الموسم السابق الذي انتهى بخيبة أمل كبيرة في اليوم الأخير من المنافسات ومشاركة كارثية في دوري أبطال آسيا AFC. يُذكر أن إيرني ميريك مدرب نادي فيكتوري هو الوحيد الذي لا يزال يحافظ على منصبه منذ النسخة الأولى لهذه البطولة، وسيكون علي فريقه خوض غمار الموسم المقبل دون رأس حربة هجوم المنتخب الأسترالي أرشي ثومبسون الذي يُرجّح أن يغيب عن النصف الأول من المنافسات هذه السنة نتيجة إجرائه لعملية جراحية في ركبته.

أما ملبورن هارت الوافد الجديد إلى الدوري الأسترالي والذي أصبح المنافس الحادي عشر في البطولة فيأتي من عقر دار فيكتوري وسيمثل تحدياً كبيراً له وسيتطلع لتحقيق انطلاقة قوية. وسيستهل لاعب خط الوسط السابق في المنتخب الأسترالي جوزيب سكوكو أخيراً مشواره الاحترافي في بلاده مع ملبورن هارت بعد 15 سنة أمضاها في الدوريات الأوروبية. بينما ضم النادي الجديد ثلاثة لاعبين أستراليين دوليين هم سيمون كولوزيمو ودين هيفرنان وجون ألواسي وممثل بلاد الكنغر في جنوب أفريقيا 2010 مايكل بوشامب. ولا تقتصر الأسماء اللامعة على اللاعبين، بل تشمل أيضاً الكادر التدريبي الذي يتقدمه مهاجم المنتخب الهولندي سابقاً جون فانت سكيب إلى جانب أسطورة جناح المنتخب الدنماركي يسبر أولسن الذي يشغل منصب نائب المدرب. وسيخوض ناديا ملبورن مبارياتهما على أرضهما في ملعب جديد تم بناؤه خصيصاً في قلب المدينة.

النوادي الأقل حظوظاً
لا بدّ وأن يقدّم نادي جولد كوست يونايتد، الذي حقق أمجاداً سابقة في هذا الدوري، عروضاً قوية في الموسم المقبل تستقطب اهتمام الكثيرين من عُشاق المستديرة الساحرة في البلاد. ويُحسب لهذا النادي أنه يضمّ بين صفوفه اثنين من أفضل اللاعبين في الدوري وهما لاعب خط الوسط في المنتخب الأسترالي جيسون كولينا وأفضل هداف في تاريخ المنتخب النيوزيلندي شين سمليتز اللذين كان كل منهما نقطة ارتكاز لمنتخب بلاده في جنوب أفريقيا 2010. أما نادي ويلينجتون فوينيكس فقد فشل وبفارق مباراة واحدة في الوصول إلى المباراة النهائية الموسم الماضي الذي كان الأفضل في تاريخ مشاركات الممثل الوحيد لكرة القدم النيوزيلندية في هذا الدوري. وستكون مهمة المدرب ريكي هيربرت المتمثلة بالحفاظ على هذا الزخم لنادي ويلينجتون فوي***س ليست بالسهلة على الإطلاق رغم أنه عزز صفوف فريقه بضمّ مدافع منتخب الكنغر جيد نورث بالإضافة إلى الخبرة التي يتمتع بها نجوم المنتخب النيوزيلندي مارك باستون وليو بيرتوس وتوني لوكهيد.

أهم الانتقالات
غادر الاسم الأهم في هذا الدوري وأسطورة ليفربول السابق روبي فاولر نادي نورث كوينزلاند فيوري الناشئ وقطع أستراليا عرضاً ليحط الرحال مع نادي بيرث جلوري الذي يدربه مهاجم ناديي فينورد ورينجرز السابق ديفيد ميتشيل. ومن بين الانتقالات الكبيرة هذا الموسم أيضاً يأتي انتقال لاعبي المنتخب الوطني سكوكو وبوشامب إلى صفوف ملبورن هارت، وكارل إلى سيدني إف سي. ومن الأسماء الكبيرة الأخرى التي ستخوض غمار المستديرة الساحرة في الدوري الأسترالي كلّ من كولينا وكريج مور اللذين يعودان إلى موطنهما بعد مشوار احترافي مطوّل في أوروبا.

وعلى صعيد المدربين، تتمثل أهم التغييرات بعودة المدرب السابق للمنتخب الأسترالي الوطني جراهام آرنولد إلى الساحة الكروية المحلية مع نادي سنترال كوست مارينرز بعد حوالي عقد من التدريب على الصعيد العالمي. أما مدرب منتخب أستراليا للناشئين آنجي بوستيكوجلو، فسيخوض موسمه الكروي الأول كاملاً مع نادي بريزبين رور. بينما تظهر أسماء جديدة من بينها الهولندي ريني كولن الذي سيدير دفة نادي أديلايد يونايتد، واللاعب التشيكي السابق فرانز ستراكا الذي سيشرف على نورث كوينزلاند.

لاعبون تحت الضوء
سيُشكل مهاجم أديلايد يونايتد ماثيو لوكي عنصر خطر كبير على دفاع الخصوم إذا حافظ على أدائه الذي ظهر عليه السنة الماضية بعد أن تألق خلال مشوار ناديه في دوري أبطال آسيا AFC. وبفضل سرعته الهائلة وقدرته على اختراق خطوط الدفاع، تحوّل ابن التاسعة عشرة إلى معبود لجماهير أديلايد يونايتد. وعلى الجانب الآخر من الملعب يسطع النجم المراهق بين كانتاروفسكي الذي يلعب في قلب دفاع نيوكاسل جتس. وينتظر أن يحقق كانتاروفسكي قائد المنتخب الأسترالي تحت 20 سنة المزيد من الإنجازات في عالم كرة القدم بالنظر إلى أنه تم استدعاؤه ليعلب ضمن صفوف المنتخب الوطني الأول.

شارك برأيك
هل سيُحافظ سيدني إف سي على لقبه أم سينجح أحد ناديي مدينة ملبورن في التربع على منصة التتويج نهاية الموسم؟ أم سيكون هناك فائز جديد يرفع كأس دوري الدرجة الأولى الأسترالي؟