مصر والسعودية تتفقان علي تنقية الأجواء العربية

عكست القمة المصرية السعودية بين الزعيمين حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل السعودية والتي استضافتها شرم الشيخ الليلة الماضية عمق العلاقات الاستراتيجية وتوافقا وتقاربا بين رؤي البلدين‏.‏

وأكدت قمة شرم الشيخ التي حظيت باهتمام دولي وإقليمي نظرا لأهميتها‏,‏ ضرورة التعاون المشترك والتنسيق لتحقيق التقارب نحو دعم دولي وإقليمي لجهود السلام والاستقرار في المنطقة‏.‏ وجسدت القمة حرص الزعيمين العربيين علي استمرار التنسيق والتشاور بينهما تجاه جميع القضايا العربية والدولية والإقليمية‏.‏

و أكدت مصر والسعودية خلال قمة مبارك ـ عبد الله بن عبد العزيز‏,‏ الذي يزور مصر في مستهل جولة عربية تقوده الي سوريا ولبنان والأردن‏,‏ اتفاقهما التام علي القيام بدورهما في تفتيت الأزمات وتنقية الأجواء بين البلدان العربية‏.‏ وشددت المحادثات علي ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني‏.‏

وأكد الزعيمان أهمية اضطلاع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بدورهم في تحريك عملية السلام‏.‏ وفي هذا الصدد‏,‏ أعربت القمة عن قناعة مصر والسعودية بأن حل الدولتين‏,‏ الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة علي حدود الرابع من يونيو‏1967‏ وعاصمتها القدس الشرقية‏,‏ هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع العربي‏-‏الإسرائيلي‏.‏

وشددت قمة شرم الشيخ علي ضرورة أن تكون أية مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين محددة بسقف زمني واضح وضوابط موجهة بالتنفيذ فيما يتعلق بالتزامات الأطراف وتعالج كافة قضايا الوضع النهائي‏.‏ وحظيت الأزمة السياسية في لبنان بتركيز خاصة في مباحثات القمة الليلة الماضية‏,‏ في ضوء سعي القيادتين المصرية والسعودية إلي تجنب دخول لبنان في نفق مظلم‏,‏ نتيجة ممارسات بعض الأطراف اللبنانية عرقلة اداء الحكومة‏.‏ وأعرب الرئيس مبارك وضيف مصر عن تطلعهما الي أن يتوصل شعب لبنان لوفاق وطني من خلال حوار جاد يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار بعيدا عن اي تدخلات من المنطقة أو خارجها.

وعلي مستوي العلاقات الثنائية‏,‏ أعربت مصر والسعودية عن ارتياحهما الكامل لما وصلت اليه العلاقات الثنائية بين البلدين‏,‏ خاصة ان مباحثات شرم الشيخ ركزت علي تعزيز هذه العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز وتفعيل العلاقة الاستراتيجية بين الرياض والقاهرة‏,‏ علاوة علي ملف العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات‏,‏ وذلك بعدما شهدت العلاقات بين البلدين خطوات مهمة في اتجاه زيادة الاستثمارات المشتركة وحجم التبادل التجاري‏.‏

وذكرت وكالة رويترز أن العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الأسد سيزوران لبنان غدا لتخفيف التوتر السياسي بسبب توقعات بأن تتهم المحكمة التابعة للامم المتحدة المعنية بحادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام‏2005‏ اعضاء في جماعة حزب الله‏.