كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة: نهاية الرحلة السويدية بعد البداية التاريخية

بعد الهزيمة المؤلمة في ربع نهائي كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة ألمانيا 2010 FIFA، لم تجد قائدة المنتخب السويدي إميليا أبلكويست الكلمات الكافية لتبرير السقوط بنتيجة 2-0 أمام كولومبيا بعد مشوار مثالي في الدور الأول، حيث اكتفت بالقول: "كانت الأجواء كبيرة هذا اليوم، حيث كانت معنوياتنا عالية منذ أن استيقظنا هذا الصباح. لكن اليوم لم يكن يومنا للأسف الشديد."

وبعد تجاوز الصدمة، عادت النجمة المتألقة لتدلي بتصريح تفوح منه رائحة الارتياح والتفاؤل بالمستقبل، حيث أكدت قائلة: "لقد استمتعنا كثيراً بهذه التجربة المونديالية، حيث تعلمنا أشياء كثيرة من دورة ألمانيا، وقد بلغنا نقطة أبعد مما كان يتصوره العديد من المراقبين."

سبع نقاط من ثلاث مباريات كانت حصيلة المنتخب السويدي في الدور الأول من أول مشاركة له في نهائيات كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة ألمانيا 2010 FIFA، حيث تمكنت نجمات أوروبا الشمالية من احتلال صدارة المجموعة الثانية، علماً أن كتيبة كال بارلينج قد حققت إنجازاً يفوق ما حصدته منتخبات عملاقة مثل كوريا الشمالية والبرازيل.

مهاجمتان من الطراز الرفيع
بفضل ثنائية أنطونيا جورانسون، تمكنت الاسكندينافيات من قلب تخلفهن بنتيجة 0-1 إلى فوز بواقع 2-1 على نيوزيلندا في مستهل مشوارهن المونديالي. وفي ثاني مباريات المجموعة، اكتفت السويد بالتعادل 1-1، قبل أن يخرجن منتصرات على كوريا الشمالية في الموقعة الثالثة والأخيرة.

وكسبت جورانسون وصوفيا ياكوبسون استحسان الجماهير بفضل مهاراتهن الهجومية، حيث شكلتا ثنائياً هجوميا من الطراز الرفيع، علماً الأولى لم تعتد على اللعب كرأس حربة قبل بداية البطولة، وهو ما علقت عليه ياكوبسون في حوار حصري مع FIFA.com قائلة: "لقد كان أمراً مفاجئاً في البداية، لأن أنطونيا كانت تلعب في الجناح أصلاً. لكننا نجحنا في خلق الانسجام اللازم بيننا مع مرور المباريات." ومن جهتها، أكدت جورانسون التي تألقت في البطولة بشكل أبهر جميع المتتبعين: "لقد فوجئت أنا أيضاً عندما وضعني المدرب في قلب الهجوم."

ألاعيب كريستين كارلسون
رغم تألق جورانسون وياكوبسون، إلا أنهما لم تتمكنا من الحيلولة دون إقصاء السويد من ربع النهائي، علماً أن تلك المباراة أمام كولومبيا كانت الوحيدة التي لم تبلغ فيها الكتيبة الاسكندينافية شباك الخصم والأولى التي منيت فيها بالهزيمة. وقد علق المدرب بارلينج على خروج فريقه بالقول: "لقد خسرنا المباراة في دقائقها الخمس والعشرين الأولى. لم نظهر بقوتنا الدفاعية المعهودة، بينما خاننا التركيز في الهجوم. لقد كانت كولومبيا أقوى منا ويجب أن أعترف بأنها استحقت الفوز."

وفي المقابل، تميزت كريستين مارلسون بطريقتها الفريدة في تنفيذ رميات التماس الطويلة التي كانت البرازيلية لياه تشتهر بها وهو ما علقت عليه جورانسون بالقول: "لقد أظهرت هذه التقنية أن كرة القدم النسائية تزخر بمهارات تثير إعجاب المشاهدين، إذ بفضل تنفيذ رميات التماس بنفس أسلوب ركلات الركنية يصبح بإمكانك خلق فرص خطيرة أمام مرمى الخصم."

نجحت السويد إذاً في كسب عطف المراقبين وود الجماهير بفضل الروح العالية التي ميزت لاعباتها والمهارات الخارقة التي طبعت أسلوبهن إضافة إلى التضامن والانسجام الذي اتسمت به الكتيبة الاسكندينافية منذ بداية النهائيات وحتى لحظة خروجهن من البطولة. فهل نشهد ثورة كروية جديدة في شمال أوروبا تمهد الطريق لعودة القوة السويدية بقوة إلى ساحة أبرز منافسات كرة القدم النسائية في مختلف الفئات العمرية؟