جدو دراما .. غير أي دراما

يتعرض البطل في المسلسلات العربية للمؤامرات والمكائد التي تحاول الفتك به، ولكنه في النهاية يخرج سليما وينتصر على الأشرار، ولكن في دراما جدو الأمر مختلف.

في مسلسل (جدو والأندية الثلاث) البطل لم يكن بريئا منذ البداية، ولكنه تلاعب بالأندية ووقع للجميع دون تفكير على أمل أن يحميه أكثرهم قوة وسلطة.

مسلسل جدو تطورت أحداثه في 30 يوما تحول خلالها البطل من مهاجم مغمور إلى نجم منتخب مصر، قبل أن يصبح بعد ستة أشهر بطل أنجح أعمال الوسط الرياضي على شاشات الفضائيات.

الحلقة الأولى شهدت لاعب وجد نفسه موضع اهتمام ناد كبير بحجم الزمالك فقرر الموافقة على الفور والتوقيع على أوراق الانضمام لصفوف أحد ناديي القمة على أن ينهي مسؤولوه الصفقة مع ناديه الأصلي الاتحاد السكندري.

وفي نفس الوقت وقع البطل على عقود تجديد تعاقده مع ناديه بعدما حصل على وعد من رئيس النادي بالموافقة على أي عرض لضمه من الأندية الكبيرة ليستفيد النادي ماديا.

وبعدما اختار المعلم حسن شحاته "جدو" لمرافقة المنتخب إلى أنجولا لخوض نهائيات كأس الأمم الإفريقية، ازدادت سعادة الأطراف الثلاثة (جدو – الاتحاد – الزمالك ) بعدما ظن كل منهم أن ما خطط إليه يسير في طريقه الصحيح.

كله في السليم ؟؟

ولكن أحدهم لم يتوقع أن يتألق البطل في كأس الأمم الإفريقية ويصبح هداف البطولة ونجمها الأول، ليبدأ الجميع في محاولة تحقيق أقصى المكاسب بأقصى سرعة.

وبعد 30 يوما ... الزمالك يكشف عن حصوله على توقيع النجم الساطع، واللاعب ينفي ويؤكد تجديده للاتحاد، وناديه السكندري يسارع بتوثيق عقوده، قبل أن يعترف اللاعب بالتوقيع للنادي الأبيض.

أعلم أن الكثير بدأ يشعر بالملل من المسلسل خاصة أن قصته مكررة ومملة وتعرض كثيرا في الوسط الكروي المصري، ولكن الأحداث لم تبلغ الذروة بعد.

فبعد ستة أشهر دخل الأهلي – ضيف الشرف ذو الدور الموثر – في مفاوضات لخطف اللاعب "بلغة الكرة" أو ضمه إلى صفوفه باللغة العربية، وبالفعل نجح في الأمر بفضل امتلاكه كافة المقومات.

فالحصول على موافقة اللاعب سهلة خاصة أنه أبدى رغبته من قبل في اللعب لأحد أندية القمة، وإغراء رئيس ناديه بالمال والتدعيم بسيط خاصة أنه بالنسبة للنائب "عز الطلب".

ولكن الأمور اشتعلت مجددا بعدما قدم الزمالك "أوراق" تحمل توقيع اللاعب يطالب فيها بضمه أو دفع مبلغ 30 مليون جنيه شرط جزائي لفسخ التعاقد.

المسلسل بات جديدا ومثيرا الآن، فلأول مرة يشارك في البطولة لاعب وثلاثة أندية ، والجميع يحمل عقودا بعضها موثوقة والآخر لا، وفي كل الأحوال هناك طرفان مخطئان.

الأول هو اللاعب لأنه من وقع بإرادته للأندية الثلاث، ومعاقبته ستكون بغرامة مالية وليس الإيقاف خاصة أن ناديه الجديد أمن نفسه تماما وحصن أوراقه قانونيا.

ولكن يبقى هناك طرفان في موضع الاتهام، فالزمالك يؤكد أنه حصل على توقيع اللاعب قبل تجديده للاتحاد، والنادي السكندري يمتلك عقودا موثقة لدى اتحاد الكرة في أوائل يناير.

وهو ما يعني أمران، أما أن الزمالك حصل على توقيع اللاعب قبل بداية المدة القانونية لنهاية عقده وتلاعب في تاريخ العقود، أو أن الاتحاد هو من جدد للاعب متأخرا وتلاعب في توثيق العقود.

جدو يجب أن يعاقب حتى يصبح عبرة لجميع اللاعبين لعدم التلاعب بالأندية، ولكن على اتحاد الكرة أن يمتلك الجرأة الكافية للإعلان عن المتلاعب الآخر في تلك الأزمة ومعاقبته حتى نحفظ ما تبقى من سمعة مسابقتنا المحلية.

ملحوظة أخيرة: في جميع دول العالم تتصارع الأندية على ضم لاعبين مميزين دون التهديد باللجوء للفيفا، ولكن للمرة الأولى أرى جميع الأطراف متشككة في حكم الاتحاد المحلي.