دليل المحمدي لتحسين "سمعة" المصريين في الدوري الإنجليزي

ثلاث سنوات مرت على أول رغبة إنجليزية لضم أحمد المحمدي، وأخيرا تم انتقاله إلى سندرلاند، لكن هل يعود سريعا إلى مصر كما حدث مع أسلافه؟ أم ينجح في تحسين صورة المصريين في الدوري الإنجليزي؟

فعلى مدار السنوات الست الأخيرة خاض ستة لاعبين مصريين تجربة الاحتراف في الدوري الإنجليزي وفشلوا جميعا لأسباب مختلفة بدءا بإبراهيم سعيد وأحمد فتحي مرورا بميدو وغالي ووصولا إلى عمرو زكي ومحمد شوقي.

"لن أكرر أخطاء من سبقوني" هكذا قال المحمدي عقب انتقاله رسميا لصفوف سندرلاند، ولذا فعليه مواجهة التحديات التي عرقلت مسيرة من سبقوه حتى لا يعود للقاهرة في وقت أسرع مما قضاه في المفاوضات للسفر إلى إنجلترا.

ويؤكد المحمدي "لن أتنازل عن الاستمرار في الدوري الإنجليزي لثلاث سنوات على الأقل"، و لكن إذا أراد الظهير ذو الـ23 عاما أن يفي بوعوده عليه مواجهة التحديات الآتية:

الإلتزام

سمعة اللاعبين المصريين في إنجلترا أصبحت في أسوأ حالتها بفضل مشاكل زكي وميدو وغالي مع مدربيهم، مما دفع الصحف الإنجليزي للسخرية الدائمة من تصرفاتهم.

ونشر موقع (يورو سبورت) عام 2009 تقريرا يؤكد أن الأندية المصرية تتفوق على نظيرتها في إفريقيا بسبب تخلصها من المشاغبين وإرسالهم إلى إنجلترا.

وقال التقرير "لا ندري كيف يفكر هؤلاء المصريون! الآن ميدو يرفض الانضمام إلى فريقه، والموسم السابق عمرو زكي يتأخر عن العودة إلى ويجان مرارا وتكرارا، وقبلهما ألقى حسام غالي قميص توتنام على الأرض في وجه مدربه".

وأضاف "الثلاثي السابق أضر العلاقات المصرية الإنجليزية أكثر مما أضرها القصف البريطاني لمدينة الإسكندرية عام 1882!"

تجربة زكي لم تكلل بالنجاح

وعاد زكي إلى الزمالك بعد تجربة في إنجلترا، اتسم نصفها الأول بالنجاح فيما حفل نصفها الثاني بالأزمات والغرامات المالية، كما عاد غالي للأهلي بعد موسم في النصر السعودي، ولم يتضح بعد موقف ميدو من البقاء في إنجلترا أو الرحيل إلى بلد آخر.

إلا أن المحمدي يؤكد أنه لن يرتكب تلك الأخطاء قائلا "لن أتأثر بمشاكل السابقين لأنني سأنتقي الإيجابيات التي قاموا بها وأتخلى عن السلبيات تماما لحجز موقع أساسي في الفريق".

المشاركة الأساسية

وطالما كان حجز الموقع الأساسي مشكلة للاعب المصري الذي قد يفقد هدوءه وتركيزه فور علمه باستبعاده من التشكيلة الأساسية للفريق ويبدأ في إثارة المشاكل.

وربما كانت تلك المشكلة هي السبب الأساسي في تنقل ميدو بين ثلاثة أندية إنجليزية في موسمين خاصة أنه كرر في أكثر من تصريح أن المشاركة الأساسية أهم عنده حتى من المقابل المادي.

بالإضافة إلى رحيل غالي عن توتنام بعدما استبدله المدرب عقب دخوله لمبارة بلاكبرن بدقائق.

إلا أن لاعب إنبي السابق يملك خبرة كافية قد تساعده في التعامل مع ذلك الموقف.

فالظهير الأيمن الذي شارك دوليا مع منتخب مصر منذ أن كان في الـ20 من عمره ظل حبيسا لمقاعد البدلاء لحساب محمد بركات وأحمد فتحي حتى حصل على فرصته وتمسك بموقعه.

وعلق المحمدي "أعرف كيف أتعامل مع تلك المواقف بهدوء وبشكل جيد، وهدفي الأكبر هو إثبات جدارتي وإلتزامي الكامل في أول تجاربي الاحترافية".

غالي

وتعكس تصريحات المحمدي الثقة الكبيرة التي تحدث بها بروس عنه عقب انضمامه للفريق قائلا "إنه في بداية العشرينيات فقط ورغم ذلك يتمتع بالخبرة الدولية والتي ستمكنه جيدا من التأقلم مع حياة الدوري الإنجليزي".

التأقلم

وشكلت أزمة تأقلم اللاعبين المصريين على الحياة في إنجلترا عائقا كبيرا في وجه من خاضوا التجربة خاصة أن الأجواء والطقس تختلف تماما عن مصر.

وقال ستيف بروس المدير الفني لسندرلاند حينما كان يدرب عمرو زكي في ويجان "اللاعب يعاني من مشاكل في التأقلم مع الطقس البارد وتغير المناخ، وسيستعيد مستواه مع عودة حرارة الجو".

ولكن الطقس لم يكن فقط سبب أزمة اللاعبين المصريين، ولكن أيضا الحنين إلى الوطن وعدم التأقلم في التعامل مع اللغة المختلفة أو العادات الأجنبية، وهو ما أثر على مسيرة محمد شوقي وفتحي وزكي وإبراهيم سعيد.

وقال المحمدي "تعلمت الإنجليزية قبل الذهاب إلى إنجلترا حتى أصبح جاهزا للتعامل مع الجهاز الفني ولاعبي الفريق".

ورد بروس على لاعبه بقوله "أتوقع أن يحتاج أحمد بعض الوقت للاستقرار لكنه لاعب يمكنه ترك أثر كبير في المسابقة ونحن نرحب به في النادي".

شارك برأيك .. هل ينجح المحمدي في الدوري الإنجليزي أم يعود سريعا إلى مصر؟