هل تكون الثالثة ثابتة لمدرب المنتخب الأمريكي للشباب؟

ستكون كأس العالم تحت 20 سنة FIFA المقررة في مصر، البطولة الثالثة على هذا المستوى التي يخوض غمارها مدرب منتخب أمريكا توماس رونجن، وإذا كانت الأولوية للهولندي المخضرم تتمثل بقيادة فريقه إلى اللقب العالمي، فإنه أيضا غالبا ما كان يملك العين الثاقبة لترشيح هذا اللاعب أو ذاك للانضمام إلى صفوف المنتخب الأول.

وقال رونجن الذي سبق له أن دافع عن ألوان أياكس أمستردام الهولندي ولوس انجلوس ازتيكس وواشنطن ديبلوماتس الأمريكيين لموقع FIFA.com: "سنذهب إلى مصر من اجل الفوز بدون أدنى شك، لكن الخدمة الأساسية التي يمكن أن يقدمها منتخب الشباب هو أن يكون رافدا للمنتخب الأول بقدر المستطاع".

ويملك رونجن خبرة كبيرة في مجال التدريب حيث سبق له أن قاد دي سي يونايتد إلى اللقب الأمريكي، كما اشرف على تدريب أندية تامبا باي ميوتيني ونيو اينجلاند ريفوليوشن وتشيفاس، فقد تسلم رونجن منتخب الشباب الأمريكي تحت 20 سنة للمرة الأولى خلال كأس العالم 2003 FIFA حيث كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور نصف النهائي. دافع عن ألوان ذلك المنتخب في تلك الحقبة لاعبون أمثال ريكاردو كلارك وفريدي ادو وكلينت ديمبسي وشتاد مارشال ويقول المدرب في هذا الصدد "انه لأمر رائع أن ترى هؤلاء اللاعبين الذين أشرفت عليهم وصقلت موهبتهم يتألقون بأعلى المستويات، هذا هو الهدف الأساسي من عملي".

ونجح المدرب الهولندي في قيادة المنتخب الأمريكي للشباب إلى الدور ربع النهائي في النسخة الأخيرة من كأس العالم FIFA في كندا عام 2007 بفضل تشكيلة ضمت في صفوفها مايكل برادلي وجوزي التيدور وكلاهما تألقا في صفوف المنتخب الأول خلال كأس القارات FIFA الأخيرة في جنوب أفريقيا حيث بلغ فريقهما المباراة النهائية.

يحمل رونجن إجازة في التربية البدنية، ويعتبر بان عملية تطوير الكرة الأمريكية وبرامج الناشئين يلعبان دورا حاسما في تألق المنتخب الأمريكي الأول حاليا.

وقال رونجن الذي كان مع فريقه في مصر عندما كان المنتخب الأول بقيادة بوب برادلي يحقق نتائج لافتة في كأس القارات في حزيران/يونيو "خلال هذا الصيف لفت المنتخب الأمريكي الأنظار، وإذا نظرنا إلى مجموعة اللاعبين الموجودين حاليا في المنتخب، نرى أن العديد منهم بدأوا مسيرتهم في برادنتون (أكاديمية الاتحاد الأمريكي في فلوريدا). أصبحت الأندية التي تعنى بالناشئين حاليا مرتبطة مباشرة بالدوري الأمريكي للمحترفين وهناك نمو هائل ".

ويقود منتخب الشباب الأمريكي انطوني والاس وبراين ارجيز والحارس براين بيرك وقد أنهى التصفيات القارية التي أقيمت في ترينيداد بالمركز الثاني خلف كوستاريكا. وسيضم المنتخب بعض اللاعبين المحترفين في الدوري الأمريكي المحلي وبعض اللاعبين المنضمين إلى أندية خارجية وآخرين من لاعبي الجامعات.

لم يكن هذا الخيار الواسع متاحا أمام المدرب عام 2003 ويقول في هذا الصدد "لا شك بان تطور مستوى الدوري الأمريكي للمحترفين في السنوات الأخيرة ساعدني كثيرا خلال فترة إشرافي على منتخب الشباب. لقد سمح الدوري لللاعبين الشبان أن يلعبوا على أعلى المستويات كل يوم. بعضهم يذهب إلى الخارج ليخوض تحديات جديدة وهذا أمر لم يكن يحدث قبل بضع سنوات".

وأوقعت القرعة المنتخب الأمريكي الذي واجه بعض المشاكل في التسجيل، في مجموعة صعبة هي الثالثة التي ستخوض مبارياتها في السويس، وعلى الرغم من أن المدرب لم يشأ إطلاق عليها لقب مجموعة الموت بيد انه يدري تماما صعوبة المهمة التي تنتظر فريقه. وقال رونجن "المجموعة مزيج غريب من المنتخبات" حيث سيكون المنتخب الأمريكي مدعوا لمواجهة ألمانيا وكوريا الجنوبية والكاميرون في الدور الأول. وأضاف "الألمان هم أبطال أوروبا وسيكون المنتخب مطعما ببعض لاعبي الدوري المحلي البوندسليجا، والمنتخب الكاميروني موهوب وقوي جدا كما هي الحال مع معظم المنتخبات الأفريقية على هذا المستوى. أما المنتخب الكوري فهو منظم ويمتاز لاعبوه بفنيات عالية".

وبحسب رونجن فإن لاعبي فريقه يدركون تماما النهضة التي تعيشها الكرة في بلادهم حاليا. فبعد العروض الرائعة في كأس القارات، بلغ المنتخب الأمريكي المباراة النهائية للكأس الذهبية التي خاضها بتشكيلة من الصف الرديف، في حين تبدو كأس العالم FIFA في مصر الخطوة المقبلة. وختم رونجن "تابعنا جميعا مباريات كأس القارات سويا عندما كنا في مصر حيث خضنا بعض المباريات الودية، وحتى مباريات الكأس الذهبية أيضا (كان المنتخب الأمريكي للشباب يستعد في الأرجنتين في تلك الفترة)، وجميع لاعبي منتخب الشباب أعربوا عن أملهم في اقتفاء اثر نظرائهم في السنوات القادمة. يدرك لاعبو فريقي أهمية ارتداء ألوان المنتخب الأمريكي والفخر الذي يرافق هذا ".