تحليل جولة الذهاب للقاء ليفربول وتشلسي في دوري الأبطال

قبل انطلاق المباراة، كانت حظوظ ليفربول أوفر بالفوز بهذا المباراة نظرا لتاريخ الفريقين، وعدد انتصارات ليفربول على تشلسي، وأيضا بسبب الأسماء الرنانة التي يملكها نادي ليفربول والأوقات الرائعة التي يمر منها النادي الأحمر، لكن على أرضية الأنفليد أظهر تشلسي أنه فريق لا يستهان به بحيث عاد باللقاء بعدما كان منهزم وتمكن من قلب السحر على الساحر وانتصر بثلاث أهداف مقابل هدف يتيم.

الجولة الأولى شهدت سيطرة واضحة لأصحاب الأرض بحيث افتتحوا النتيجة وصنعوا بعض الفرص وكادوا يوسعون الفارق لولا الحظ من جهة وتألق لاعبي تشلسي من جهة أخرى، لكنهم لم يتمكنوا من الحفاظ على هذا التقدم بالشوط الأول.

دخل كلا الفريقين للجولة الثانية بنفس التشكيلة وبنفس التكتيك، ليفربول حاول التقدم من جديد لكنه اصطدم بدفاع حديدي بقيادة الخبير جون تيري، كانت هناك بعض التسديدات من خارج معترك العمليات لكن لم تكن بالكيفية المطلوبة، اعتمد ليفربول على الجبهة اليمنى من أجل فك رموز دفاعات تشلسي، وكانت هناك تقدمات للظهير الأيمن ألبيلوا لكن عجز عن إيصال الكرات بسبب ارتدادات الجناح مالودا للخلف وأيضا بسبب مكوث الظهير أشلي كول بمركزه طيلة المباراة بحيث لم يهاجم كثيرا، كان أيضا هناك بطء في التحضير وعدم قيام لاعبي خط الوسط بأدوارهم كما ينبغي فكل من لوكاس وجيرارد وألونسوا غابوا ذهنيا عن هذه المباراة، اتضح تأثير غياب اللاعب ماسكيرانو. أوريليو لم يتقدم كثيرا ولم يقم بما هو مطلوب، ظهر العياء والتعب على لاعبي ليفربول واتضح عدم جاهزيتهم نفسيا وبدنيا لهذه الملحمة الكروية، حاول رفائيل بينيتيز العودة بالمباراة بحيث أشرك بنيون بدل رييرا لتحريك الجهة اليسرى التي بدت نائمة طيلة المباراة، حاول أيضا ببابيل وبدوسينا وظهرت نوايا هجومية من جانب المدرب رافا بحيث انتقل من شكيلة 4_5_1 ألى شكيلة 3_4_3 لتحريك الهجوم ولخلق الروح بالوسط.

غوس هيدينك أظهر أنه مدرب كبير، وُفق بهذا اللقاء، نجح في فرد أسلوبه، ملأ خط الوسط من أجل الحد من هجمات ليفيربول أولا ومن أجل إيصال الكرة للمهاجم الصريح ديدي دروغبا، كانت هناك توجيهات صارمة للاعبيه بحيث جعل كل من تيري وأليكس وإيفانوفيتش وكول لاعبين قارين بحيث لا يغادرون مراكزهم، وجعل مالودا لاعب ارتدادي، اعتمد على النقلات القصيرة وفي بعض الأحيان الطويلة، كان غالق لكل المنافذ المؤدية للمرمى وضيق المساحات على الخصم، كان وبمجرد ضياع الكرة يدافع بثمان أو تسع لاعبين، قدم كل من لامبارد وإيسيان مهامهما على أكمل وجه بخط الوسط، وجعل اللاعب كالو لاعب حر بخط الهجوم، اعتمد على الكرات الثابتة والتي أعطت أُكلها في مناسبتين، قام بمجموعة من المحاولات وكانت جلها مُركزة على الجهة اليسرى بتألق مالودا وبالاك وكان دروغبا يميل لهذه الجهة في بعض الأحيان.

وبهذا التكتيك، أظهر غوس هيدينك حنكته وجعل الكل يقوم له ويقعد بعدما هزم المرشح الأول للظفر بهذه البطولة وبعقر داره.